السبت، 15 سبتمبر 2012

الشاي



قال الشيخ سعد بوه بن الشيخ محمد فاضل بن مامين القلقمي :


أتايي، بحمد الله يتبعه الحَمْدُ=ويبدأُ باسم الله يا حبّذا القَصْدُ
وليس لنا التصويتُ عند ارتشافه = ونعملُ في المطعوم ما الأُدَبا حدُّوا
ونُبْقي أَوانَ الشِّرْبِ في الكأس فضْلةً= كما ينبغي والفضلُ آوِنةً يبدو
نُعَمِّمُه مثلَ المطاعِمِ عندنا= فيشربه من عندنا الحُرُّ والعبد
وسُكَّرُهُ يُعطى لمن كان طامعًا = فلا نمنع المعروفَ قبلُ ولا بعد
نُواسي به المرضى ونُكْرِمُ ضيفَنا =فكم خاطِرٍ قد جاء في جَبْره الوعْد
ولم نشْتغِلْ به عن الدِّين طَرْفةً= بلى إنه عَوْنٌ لِـمَن هَمُّه الوِرْد
وعونٌ لِتَسْويغِ الْغِذاء لِصِحَّةٍ =يُدانُ بها في سائر المِلَلِ العَبْد
ومَنْ ذَمّهُ يومًا لأجلِ عَوارضٍ = يُخَصُّ به في شأنه الجاهلُ الوَغْد




 الشاعرالجكني محمدالامين ولدختار
 لله كأس براهاالبارئ الساقي         =  تخلصت من صميم الشاي والــســــــــــاق
كأس يري سرها من فوق ظاهرها  =  لم يسقني بسقاء مـثلها ســـــــــــــــــــــــاق
رقت وراقت فنالت بعد رقـــتــــها  =  حرفا من الساق ساقتها لإفــســــــــــــــــاق
يريك ترشافها في كف لامســــــها =   لثما من الظلم أولمسا من الـســـــــــــــــاق
شربتها ومعي شربي وقد كشفـــت =  عني همومي يوم الكشف عن ســــــــــــاق


 وقال آخر : 
اذا لم نجد الا النميلة مشربــــــا   =   شربنا ولم نسمع مقالة ذي عـــــــــــــــــذل
وان حضر المفتول قلنا لنملــــة  =   مقالتها للنمل في صورة الــنــمــــــــــــــــل

أوجفت الحلقة المفقود من تاريخ آدرار ...... مهرجان الكيطنة النسخة الثانية تومكاد


بقلم : الأستاذ : والباحث السني عبداوه


يكاد يجمع الباحثون والمؤرخون الذين إهتموا بدراسة ماضي آدرار أن هذا الجبل ظل يشكل منذ تاريخه الأول وحدة جغرافية وثقافية عرفت إستيطانا مبكرا ومتناسقا لمجموعات بشرية، يختلف الباحثون في تحديد أصولها، منهم  من يقول إنها ذات بشرة سوداء مع تحفظ البعض على ذلك، ومنهم من يذكر مجموعات منها الجيتيل والبافورومجموعات أخرى ويقرر أنها هي التي شكلت النواة الأولى للمجتمع البشري في آدرار، وخاصة البافور الذي عرف الجبل بإسمهم – جبل البافورــ قبل أن تعطيه مجموعات الهجرات المتأخرة عن هؤلاء أسماء منها : جبل لمتونه ، وآدرار . ويقررإ بير بونت إعتمادا على مصادره أن هؤلاء أي البافور بربر قدماء جاءوا إلى آدرارقبل صنهاجة (إمارة آدرارص 15 ـ 19).
 
وعلى كل حال ومهما كانت هوية أولائك الرواد الأوائل فإنهم قد إستقروا وأعمروا هذا الجبل وتركوا آثارهم فيه من خلال الرسومات الصخرية والأدوات الحجرية والقبور المختلفة الأحجام والطقوس التي تمثل مع غيرها من آثار عمرانهم شواهد على مراحل تطور حياتهم وثقافتهم عبر مراحل العصور التي عاشوا فيها في هذا الجبل.
ولابد أن أسباب  الإستيطان ثم التقري لاحقا كانت وراءها عوامل طبيعية ملائمة نجد مصوغات لها في بعض المراجع التاريخية التي تعرضت إلى العصر الوسيط في آدرار بشيء من التحديد، فوصفته بغزارة المياه والكلاء الشيء الذي يجعلنا نعتقد جازمين بأن مجالات القنص والزراعة وتربية الماشية كانت من أهم النشاطات الحيوية لسكان آدرار القدماء قبل أن تشق قوافلهم التجارية الطرق شمالا وجنوبا..
 ومن الأدلة على ذلك الرسومات والأدوات القاطعة الحجرية والمعدنية في مرحلة لاحقة التي تنتشر في عرض آدرار وطوله من الغلاوية واكرديل والبيظ شمالا إلى آزويكه والمالح ولبحير في الجنوب الشرقي . كما أن ظهور الحيوانات الأليفة من أبقار وماعز وإبل في تلك الرسومات إلى جانب الحيوانات ميدان القنص تدل كذلك على إهتمام أولائك القوم بتنمية المواشي في فترات لاحقة من تلك العصور .
 هذا فضلا عن الآثار المادية مثل المعدات الحجرية التي كانت تستخدم لأغراض مختلفة وكذا البيوتات السكنية المبنية من الحجارة ... إلخ .

البعد الأدبي للشاي الموريتاني


البعد الأدبي للشاي الموريتاني


لكل أمة خصوصيتها الثقافية والحضارية ورئتها التي تتنفس منها عبق الأصالة والهوية، ولكل شعب مخزونه المليء بمكوناته الذاتية التي تحدد ملامح شخصيته، وقد عرف علماء الاجتماعي المظاهر الثقافية بأنها أنماط الحياة المختلفة من نحلة المعاش والسكن وأنواع الأطعمة واللباس ويأتي الفلكلور الشعبي في المقدمة والممتثل في الموسيقى والرقص والفنون الأدبية وأغراضها المتعلقة بذاتية المجتمع الذي ابتكرها والمترجمة لحاجياته والمخاطبة لضميره الجمعي، هذا باختصار شديد ومتواضع جدا مدخل بسيط لمحاولة فك الرمزية الأدبية لغرض شعري ضخم يحاول المنافسة لغرضي البكاء على الأطلال والغزل مثل ما يقول أحد الشعراء:

لولا الاتاي ولولا البيض والعيس
لما وجد بين الإنس تأنيس
وقد يزيد هذا الغرض على الأغراض الأخرى بخاصيتي الطرافة والخفة مع ما يحمل من دلالة تارخية واقتصادية وتمايز اجتماعي وأبعاد نفسية يعالجها بطريقة خاصة أستحدثها الشناقة إبان نهضتهم الأدبية، إن هذا الغرض يتمثل في الشاي الموريتاني الأصيل الذي لم تستطع  العولمة تغير نمطه ولم تكدر صفوه دلاء التمدن وظل يتربع على سلطة ذوقنا الجمعي منذ ما يناهز قرنين من الزمن بثلاثيته التي تضفي عليه رونقا وتكسوه عذوبة مما يجعله مدر إلهام الشعراء ومقصد من مقاصد الطرب والنشوة تلك الثلاثية المتمثلة في تعانق الجيمات الثالثة آلا وهي : "أجمر اجر أجماعة" وهكذا ظلت هذه العناصر الثلاثة تواكب جماليته من الخيمة إلى الصالون الراقي جدا وحتى المكتب وفي الشارع وفي الأسواق رغم اختفاء أحد العناصر رويدا ألا وهو جمر الغضاء وفي خطواته الأولى للاختفاء عنصر الجر أي التأني والبطء ومع ذلك كله فإن الشاي عندنا ما زال ذو أهمية قصوى مع أن كثرته ساهمت بشكل لا إرادي في اختفاء مكامن الجمال التي هي مصدر إلهام الشعراء المبدعين والتي خلقت ثقافة خاصة به ومصطلحات ودلالات تحمل ثقافة ما هي إلا جزء من الثقافة الصحراوية البسيطة الخيمة المفتوحة واجتماعية المظاهر والمستحدثات مثل (السكاك) وهي جماعة الشاي التي تتكعكع حوله وتتموقع قرب الكؤوس مما يحتم عليهم موقفهم بعضا من التودد لقيام أتاي وخلق جو من النكت بمثابة تأشيرة دخول اجماعت أتاي، ومع أننا لم نخض في جوانبه المختلفة والغنية جدا مثل الفتاوى الفقهية والمراسلات بين الفقهاء في حرمته وإباحته، وقد غضضنا الطرف كذلك عن بعده التاريخي رغم ما لذلك من أهمية لأن الغرض من كتابة هذه السطور ما هو إلا إبراز الجمالية الأدبية له كغرض مستحدث عرفه الشناقطة منذ ستينات القرن الثامن عشر ميلادي عندما رست على سواحلنا السفن الهولندية والبرتقالية والفرنسية تروج لتجارة الأقمشة والأقفال والعطور والشاي الصيني الأخضر ذو النكهة الخاصة، وقد ظل زمنا محتكرا على الأمراء ومجالسهم مما خلق عند المحرومين نوعا من أدب الحرمان، وقد لجأ بعض المتعلقين به إلى استخدام الصمغ العربي وكذلك بعض الأعشاب نظرا لندرته، وأصبح للسكاك سلوك خاص وظلت المرأة مبعدة منه مثلما أبعدت عن أشياء أهم، وقد سمى به بعض الشعراء إلى أن جعله توأم العلم حيث قال:

فلا عيش يطيب بغير علم
فلولا الكـأس مـا شرحت  صدور

 وكأس في العظام لها دبيب
ولولا العلم ما عرف اللبيب
ولم يقتصر التشبب بالشاي على بسطاء الناس بل نرى باب ولد الشيخ سيديا يــــقـــــــــــول: 

يقيم لنا مولاي والليل مقمر
كؤوسا من الشاهي الشهي شهية
تخير من تجار طنجة شاهها

وأضواء مصباح الزجاجة تزهر
يطيب بها ليل التمام ويقصر
وخير لها من ثلج وهران السكر
 رغم الدلالة التاريخية العميقة لهذه الأبيات المتمثلة في هذه المدن المغاربية والتي ظلت شرايين تنساب عبرها القوافل المحملة بمختلف أنواع الزاد وما استجد من دين وتجارة إلا أن النكهة الأدبية العذبة قد طغت على التلميحات التاريخية البالغة الدلالة، وبما أن النكت والتلميحات والألغاز سيمة ميزت مجالس الشاي فإنني سأختم ببيتين من الشعر حملا حكما فقهيا استخدم بدلالة بلاغية تسمى التورية وذلك عندما قال أحد شعراءنا مخاطبا قيام أتاي طالبا منه زيادة كؤوس الشاي إلى أربعة بدل ثلاثة فــــقـــــال:

إذا دعاك لقصر الشاهك موجب
فالشرع إتيان المقيم بأربع

فاقصر  وإلا يا مقيم فأربع
والقصر دون مبيحه لم يشرع

الأحد، 9 سبتمبر 2012

مي زيادة.. أسطورة الحب والألم


may-zeada-150x109بقلم : الأستاذ والصحفي  ، محمد يحي ولد سيد محمد

الجديدة: “كل إمرىء يحيا حياتهُ وعليه أن يجد طريقهُ بين متشعب المسالك، وهو مسؤول عن كل عملٍ يأتيه ويتحمل نتاجه، إن فائدة وإن أذى. فالفتاة التي اعتادت الإنقياد لآراء والديها وعجزت عن إتيان عمل فردي تدفعها إليه إرادتها بالإشتراك مع ضميرها، ما هي إلا عبدة قد تصير في المستقبل “والدة” ولكنها لا تصير”أماً” وإن دعاها أبنائها بهذا الاسم. لأن في الأمومة معنى رفيعاً يسمو بالمرأة إلى الإشراف على النفوس والأفكار والعبدة لا تربي إلا عبيداً. ولا خير في رجالٍ ليس لهم من الرجولة غير ما يدعون، إن هم سادوا فعلوا بالقوة الوحشية وهي مظهر من مظاهر العبودية. أولئك سوف يكونون أبداً أسرى الأهواء وعبيد الصغائر الهابطة بهم إلى حيث لا يعلمون، إلى الفناء المعنوي، إلى الموت في الحياة.” مي زيادة وُلدت مي زيادة 1895 م. بالناصرة في فلسطين، واسمها الحقيقي ماري بنت الياس زيادة، صاحب جريدة “المحروسة”. واختارت لنفسها اسم “مي” الذي اشتهرت به في عالم الأدب، وهي من أشهر أديبات الشّرق وكاتبة موهوبة وخطيبة فسيحة الباع. تلقّت دروسها الابتدائية في مدرسة عينطوره في لبنان، وجاء بها والدها، وهي دون البلوغ، إلى مصر حيث عكفت على المطالعة والتحصيل والتضلع من مختلف العلوم والفنون. وعرفت من اللغات العربية والفرنسية والإنكليزية والإيطالية والألمانية والإسبانية، وأتقنتها، فاستكملت ثقافتها وتميزت بالذهن البارع والذوق السليم. كانت تنشر إنتاجها الأدبي في مجلات “الزهور” و”المقتطف” و”الهلال”، وجرائد “المحروسة” و”السياسة” و”الرسالة”. ولما سطع نجمها في سماء الأدب العربي، كان يجتمع بعد ظهر الثّلاثاء من كل أسبوع في دارها نخبةٌ من العلماء والشعراء وقادة الفكر من أهل مصر، وهم يخوضون في الحديث ويتبارون في مختلف البحوث العلمية والفنية. كانت مي توجه المناقشات والأحاديث بلفظها الرشيق وبيانها الناصع. وأصبحت دارها منتدًى أدبياً حافلاً، وكان أكثرهم تردداً عليها الشعراء اسماعيل صبري، ومصطفى صادق الرافعي، وولي الدين يكن، وأحمد شوقي، وخليل مطران، وشبلي شميل. كانت مي زيادة تميل إلى فني التصوير والموسيقى. تثيرها ذكرى قديمة أو رؤية لون أو منظر من المناظر أو حادثة من الحوادث فتوحي لها بقصة فتكتبها، وقد يكون إيحاءً بما تشعر به وتراه في حياتها، فتدفعها هذه الذكرى ويستنفرها هذا الإيحاء إلى كتابة القصة، وقد تستيقظ في الفجر لتؤلف القصة. ومن عادتها أن تضع تصميماً أولياً للموضوع، ثم تعود فتصوغ القصة وتتمّ بناءها، وإن الوقت الذي تستغرقه في كتابة القصة قد يكون ساعة أو أسابيع أو شهوراً حسب الظروف؛ وهي ترى أن ما من قصص خيالية مما يكتبه القاصون. وكل ما ألفته، هو واقعي كسائر ما تسمع به وتراه من حوادث الحياة. فالمؤلف القصصي لا يبدع من خياله ما ليس موجوداً، بل هو يستمد من الحياة وحوادثها، ويصور بقالبه الفني الحوادث التي وقعت للأفراد، وكل ما تكتبه هو تصوير لبعض جوانب الحياة، لا وهم من الأوهام لا نصيب لها من حقيقة الحياة. ظلت سنوات طويلة تغرس في القلوب أجمل الشعر وأرفع النثر، وتتهادى بروائعها ومؤلفاتها في دنيا الأدب، إلى أن عصفت المنية بروحها وهي في سن الكهولة المبكرة، وذلك في يوم الأحد التاسع عشر من شهر تشرين الأول 1941 م. في المعادي، بمصر، وتركت وراءها مكتبةً نادرةً لا تزال محفوظة بالقاهرة، وتراثاً أدبياً خالداً. لقيت في أواخر عهدها أشد العُنت والكيد من أنسبائها، فقد تآمروا عليها وأدخلوها مصحة للأمراض العقلية في بيروت، وبقيت فيها مدة سنتين، حتى أنقذها وأخرجها منها أحفاد الأمير عبد القادر الجزائري.

















أوجفت وأطار في عمق التراث الإنساني

أوجفت وأطار في عمق التراث الإنساني د. دداه محمد الأمين الهادي دأبت موريتانيا على تنظيم مهرجانات سنوية باسم المدن الأثرية، و...