د. دداه محمد الأمين الهادي
دأبت موريتانيا على تنظيم
مهرجانات سنوية باسم المدن الأثرية، وقد تكرس وجود تلك المهرجانات في ما يعرف
بالمدن القديمة الأربعة، وهي مدن تصنف على أساس نشأتها ووجود تراث إنساني تحتضنه،
يهم البشرية جمعاء، وقد اعترفت الدولة لتلك المدن بالأصالة المطلوبة في حالتها
مدنا تاريخية، ولم تنس الدولة الموريتانية الاعتراف بمدن تاريخية أخرى، غير أنها
صنفتها تصنيفا منعها من أن يحتفل بها ضمن التراث العالمي من قبل اليونسكو.
وكانت مدينة أوجفت وهي
مدينة معترف لها بالصفة التاريخية طالبت هي الأخرى بأن تصنف إلى جانب المدن
الأربعة، ونحت منحاها مدينة قرن القصبة الواقعة في أطار، لكن قضية المدينتين ظلت
خارج دائرة الضوء لسبب أو لآخر، إلى أن قيض الله للمدينتين من يرفع قضيتهما عبر
السلالم الإدارية حتى وصلتا اليوم إلى مرحلة متقدمة جدا، نتناول موضوعها في هذا
المقال.
لقد كانت البداية بالنسبة
لأوجفت في سنة 1991، في عهد عمدتها السابق السيد/ محفوظ/جدو، الذي حاول من جانبه
البحث لأوجفت عن إنصاف تستحقه لكونها مدينة أثرية، توجد دلائل حية على أحقيتها في
أن تكون من مدن التاريخ الأولى وطنيا، حيث عمرها البافور، وتحتوي على مقبرة
لمتونية قديمة، وشواهد كثيرة في مراسلات ومخطوطات تدل جميعها على أن أوجفت لا تقل
شأنا عن المدن الأربعة.