يستعين سكان البادية في موريتانيا بقصاصي الأثر في حالة ضياع شخص أو اختفاء أشياء ثمينة
أو ضياع البهائم أو سرقتها، في حين تستعين بهم الشرطة لمتابعة آثار أقدام مرتكبي
الجرائم والمطلوبين أمنياً الذين يختبئون في الصحراء.
ويحظى قصاصو الأثر بمكانة مميزة في المجتمع البدوي، بسبب نجاحهم في
العثور على التائهين في الصحراء، حيث يدفع عشق البوادي والخروج في رحلات صيد
الموريتانيين إلى التغلغل في عمق الصحراء، فيفقد بعضهم طريق العودة، وهنا تبرز
أهمية قصاصي الأثر الذين ينجحون في العثور على التائهين وهم في الرمق الأخير فاقدو
الوعي من شدة الجوع والعطش.
وينسج الموريتانيون قصصاً كثيرة وحكايات غريبة، بعضها حقيقي والآخر
من نسج خيال البدو، الذين أثر فيهم قصاص الأثر، فنسبوا إليه الكثيرة من المواهب
الخارقة والحكايات الأسطورية.