ط
منذ نهاية القرن العشرين والعالم يتفاعل مع ظاهرة جديدة لم يألفها في السابق وانها كانت موجودة وغلفت بأطر جديدة. وتحت تسمية حديثة حول هذه الظاهرة يتحدث الكثيرون عن تسهيل حركة الناس والمعلومات والسلع بين الدول وعن أرض بلا حدود وثقافة بلا حدود أي لا وطن ولا دولة ولا أمة ، ويذهب آخرون إلى التبشير بتجميع البشر عبر الأقمار الصناعية وشبكات الإنترنت والمواصلات السريعة بعدما عجزت العقائد والنظريات....
والأفكار عن أن تحقق ذلك خلال مسيرة الإنسانية الطويلة إذن هي الظاهرة المعجزة التي أطلق عليها العولمة وشاعت هذه اللفظة بالعربية على الرغم من أن ترجمتها بالكونية هي أدق من العولمة ، ووظفت العولمة نتائج العلم في خدمة مصالحها وسهولة انتشارها ولم يكتفي صناعها بالعلم ونتائجه بل سخروا القوة العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية من أجل السيطرة والاستغلال
جاءت العولمة في ظل ظروف دولية اقتصادية واجتماعية ساهمت في صوغتها انهيار الإتحاد السوفيتي وتفكك المنظومة الاشتراكية كل ذلك مهد الطريق لنظام عالمي جديد لأنه في تلك الحقبة لم يكن من الممكن تجاوز الحدود السياسية في ظل الحرب الباردة وأيضا الدول القومية التي هدفها تعزيز الثقافة القومية ستصطدم هي الأخرى بثقافة العولمة والعامل المؤثر هو ثورة الاتصالات وهو روح عصر العولمة فتصارع الاتصالات كان من شروط هذا التطور والأهم من هذا وذاك أن العولمة جاءت بعد الانتصار الباهر للنظام الرأس مالي
إن بدأ العولمة كان في المجال الاقتصادي إذ استطاعت الشركات المتعددة الجنسيات عولمة الإنتاج ما أدى إلى الاحتكارات العالمية بدلا من القومية وهذا التطور النوعي في الاقتصاد صاحبه تغيير في البنية الفوقية الثقافية والسياسية والاجتماعية إذ أصبحت الثقافة الغربية التي تخدم العولمة الاقتصادية هي التي يجرى تعميمها عندما تحكم الغرب في وسائل الإعلام الذي مكنه من تعميم قيمه وسلوكه ومفاهيمه وهذا هو المقياس الذي كانت تقيس بهي التطور وتأخر الشعوب الأخرى لـــذلك أرى أن العولمة هي ايدولوجيا تعكس النظام الجديد وتخـدمه وتطرح نفسها على أنها النظام فوق الأيدلوجية بمعنى أنها لا تتحد في مصالح طبقة أو أمة أو دين أو جنس ومنهنا نرى أن دولا قليلة استفادت من هذا النظام الجديد وهي الدول الصناعية التي اتخذت الدول النامية لتسويق منتجاتها ولم يتم توزيع ثروات وفوائد العولمة بما يحقق التعامل الدولي المطلوب
قد قسمنا هذا البحث إلى فصلين :
الفصل الأول : ظاهرة العولمة
الفصل الثاني : التأثيرات الاقتصادية للعولمة على الدول النامية
منذ نهاية القرن العشرين والعالم يتفاعل مع ظاهرة جديدة لم يألفها في السابق وانها كانت موجودة وغلفت بأطر جديدة. وتحت تسمية حديثة حول هذه الظاهرة يتحدث الكثيرون عن تسهيل حركة الناس والمعلومات والسلع بين الدول وعن أرض بلا حدود وثقافة بلا حدود أي لا وطن ولا دولة ولا أمة ، ويذهب آخرون إلى التبشير بتجميع البشر عبر الأقمار الصناعية وشبكات الإنترنت والمواصلات السريعة بعدما عجزت العقائد والنظريات....
والأفكار عن أن تحقق ذلك خلال مسيرة الإنسانية الطويلة إذن هي الظاهرة المعجزة التي أطلق عليها العولمة وشاعت هذه اللفظة بالعربية على الرغم من أن ترجمتها بالكونية هي أدق من العولمة ، ووظفت العولمة نتائج العلم في خدمة مصالحها وسهولة انتشارها ولم يكتفي صناعها بالعلم ونتائجه بل سخروا القوة العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية من أجل السيطرة والاستغلال
جاءت العولمة في ظل ظروف دولية اقتصادية واجتماعية ساهمت في صوغتها انهيار الإتحاد السوفيتي وتفكك المنظومة الاشتراكية كل ذلك مهد الطريق لنظام عالمي جديد لأنه في تلك الحقبة لم يكن من الممكن تجاوز الحدود السياسية في ظل الحرب الباردة وأيضا الدول القومية التي هدفها تعزيز الثقافة القومية ستصطدم هي الأخرى بثقافة العولمة والعامل المؤثر هو ثورة الاتصالات وهو روح عصر العولمة فتصارع الاتصالات كان من شروط هذا التطور والأهم من هذا وذاك أن العولمة جاءت بعد الانتصار الباهر للنظام الرأس مالي
إن بدأ العولمة كان في المجال الاقتصادي إذ استطاعت الشركات المتعددة الجنسيات عولمة الإنتاج ما أدى إلى الاحتكارات العالمية بدلا من القومية وهذا التطور النوعي في الاقتصاد صاحبه تغيير في البنية الفوقية الثقافية والسياسية والاجتماعية إذ أصبحت الثقافة الغربية التي تخدم العولمة الاقتصادية هي التي يجرى تعميمها عندما تحكم الغرب في وسائل الإعلام الذي مكنه من تعميم قيمه وسلوكه ومفاهيمه وهذا هو المقياس الذي كانت تقيس بهي التطور وتأخر الشعوب الأخرى لـــذلك أرى أن العولمة هي ايدولوجيا تعكس النظام الجديد وتخـدمه وتطرح نفسها على أنها النظام فوق الأيدلوجية بمعنى أنها لا تتحد في مصالح طبقة أو أمة أو دين أو جنس ومنهنا نرى أن دولا قليلة استفادت من هذا النظام الجديد وهي الدول الصناعية التي اتخذت الدول النامية لتسويق منتجاتها ولم يتم توزيع ثروات وفوائد العولمة بما يحقق التعامل الدولي المطلوب
قد قسمنا هذا البحث إلى فصلين :
الفصل الأول : ظاهرة العولمة
الفصل الثاني : التأثيرات الاقتصادية للعولمة على الدول النامية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق