الأستاذ \ حسام خلف
و تستمر عجلة الزمن فى الدوران مسرعة و دون
توقف و تدور معها عقارب السنين، ينتهي حول و يحل جديد ، نودع واحدا و نستقبل آخر،
يخيم ظلام عام 2012 و يغادر
دون استئذان مخلدا أحداث و وقائع و أفرح و أتراح ستظل تشهد علي مروره ذات زمان،
بينما يبزغ فجر عام 2013 و يدق الأبواب ليأذن له بالدخول مثقلا بآمال و طموحات
الكثيرين الذين يمنون النفس بتحقيق أمانيهم و يتفاءلون بمثل هكذا مناسبات.
أهم أحداث العام المنصرم
انتهي العام الثاني عشر بعد الألفين و ما من
شك أن أهم حدث مر علينا خلاله هو تلك الرصاصات الصديقة التي ملئت الدنيا و شغلت
الناس و اخترقت جسد رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز في 13 من أكتوبر 2012 في
منطقة "أطويلة" التي تبعد 40 كلم شمال العاصمة نواكشوط غادر الرئيس علي إثرها إلي فرنسا
لتلقي العلاج ، فصارت حديث الجميع حديث العامة قبل النخبة حديث المهتم للسياسة و
غير المبالي بها علي حد سواء و أسالت الكثير من حبر أقلام كتابنا، حيث طرحت عدة
استفهامات حول مدى صحة الرئيس، و وضعيته الصحية آنذاك، و هل هو حقا عاجز عن ممارسة
مهامه و أين أصيب أصلا، و كم من رصاصة أصابته، إضافة إلى التشكيك في الرواية
الرسمية التي أعلنت بعد الحادثة مشيرة إلي أن الرصاصات جاءت عن طريق الخطأ، و
المطالبة بإعلان الحقيقة كاملة.
و قبل إصابة رئيس الجمهورية بفترة ليست
بالطويلة و تحديدا في العشرية الأولي من شهر سبتمبر الماضي حمل العام المذكور
للموريتانيين خبرا أليما مفاده أن موكبا من جماعة الدعوة و التبليغ يزيد عددهم علي
ال15 شخصا لقي حتفه بفعل فاعل و دون سابق إنذار أو ترصد حيث أمطرهم الجيش المالي
بوابل من الرصاص الحي أردوهم شهداء و لم ينج منهم سوى السائق ليروي تفاصيل
الحادثة، إلا أنها مرت مرور الكرام و كأن شيئا لم يحصل حيث لم يصدر من الجهات
الرسمية ما يدين علي الأقل هذه الفعلة الشنيعة، فإبادة جماعية بهذا الشكل و بأيادي
جيش دولة مجاورة و توصف بأنها شقيقة تستوجب التوقف و التمعن كثيرا.
و في يوليو الماضى خرجت مظاهرات عمالية
في مدينة اكجوجت لبعض عمال شركات التنقيب الأجنبية الغاضبين من استحواذهم علي
ثرواتنا و عدم إعطائهم ما يستحقون من حقوق، قبل أن يدخل المتظاهرون في مواجهات مع
قوات الأمن أدت إلى وفاة العامل محمد ولد المشظوفي، وقد حملت النقابات العمالية
الحكومة مسؤولية الحادثة، الحكومة بدورها عزت ذوى الفقيد دون الاعتراف بالمسؤولية.
و في منتصف مارس الماضي اعتقلت قوات الأمن
الموريتانية في مطار نواكشوط عبد الله السنوسي مدير المخابرات الليبية في عهد
العقيد معمر القذافي قادما من المغرب و يحمل جواز سفر مالي مزور، و منذ تلك اللحظة
بدأت الوفود الليبية بالتوافد العاصمة نواكشوط للتفاوض مع حكومة نواكشوط من أجل
تسليم السنوسي لحكومة بلاده رغم ما كانت تشهده العلاقات بين البلدين من فتور بسبب
موقف موريتانيا من الثورة الليبية و التي ظلت داعمة للقذافي إلي آخر لحظة، و بعد
كل ذالك تسلمت ليبيا مدير مخابراتها السابق الذي جثم علي صدورهم عقودا من الزمن.
و مع بداية العام الدراسي الجديد أصدر وزير
الدولة للتهذيب أحمد ولد باهيه مذكرة تحويل بحق بعض الأساتذة الذين واجهوها
باعتصام مفتوح داخل مباني الوزارة باعتباره تحويلا تعسفيا فى حقهم في سابقة من
نوعها، و لايزال اعتصامهم متواصلا لثني الوزير عن قراره بتحويلهم.
و مع بداية العام الذي بصدد الحديث عن حصيلته
دخل تحرير الفضاء السمعي البصري حيز التنفيذ فانطلق بث الإذاعات و التلفزيونات بعد
أن رخصت لهم السلطة العليا للصحافة و السمعيات البصرية "الهابا" و التي
من بينهم إذاعة كوبني.
و إلى الشأن الإقليمي حيث سقط الشمال المالي
في مارس 2012 في قبضة الحركة الوطنية لتحرير أزواد قبل أن تدخل علي الخط الحركات
الجهادية المسلحة التي تنشط في المنطقة كتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي و
حركتي التوحيد و الجهاد و أنصار الدين، لتلوح في الأفق بوادر تدخل عسكري بإرادة
فرنسية و موافقة دولية و مباشرة إفريقية لمساعدة حكومة باماكو علي استرجاع أراضي
الشمال.
فهل شمال مالي علي موعد مع الحرب خلال العام
الجديد؟ طبعا الأيام و الأشهر القادمة من العام الجديد هي وحدها من تحمل الإجابة.
أما في الجارة الثانية السنغال، فقد فجر مرشح
الرئاسة ماكي صال مفاجئة من العيار الثقيل و سابقة في القارة السمراء مطلع ابريل
2012، عندما تمكن من الفوز علي منافسه عبد الله واد رغم أن السلطة لا تزال في يد
الأخير و يتهمه السنغاليون بمحاولة توريث الحكم لابنه.
و إلي الشأن العربي حيث وصل الإخوان المسلمون
في مصر إلي سدة الحكم لأول مرة، حيث انتخب الشعب المصري بإجماع في يونيو 2012 مرشح
الإخوان محمد مرسي الذي سيحكم البلاد طيلة أربع سنوات، كما جاء في الدستور الذي
أعاد صياغته و كاد يشكل نقطة تحول لمسار الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام حسني
مبارك حيث اندلعت مواجهات بين أنصار و معارضي الاستفتاء أدت إلي حرق مقرات للإخوان
و مقتل الكثير و جرح الأكثر.
المأمول خلال العام الجديد
لا يؤمل الموريتانيون عموما كبير الأمل في من
ينظر إليهم و أنهم الساسة و حاملوا هم الشأن العام، و يكتفون بأمنية واحدة هي أن
يظل بلدهم ينعم بالأمن و الأمان و السلام و العافية، بينما تأمل أغلبيته الرئاسية
في أن تستجيب المعارضة لدعوات الحوار، و تمني الأخيرة النفس بأن يرضخ الرئيس ولد
عبد العزيز لمطلبها المتمثل في الرحيل و التخلي السلطة و التمهيد لمرحلة انتقالية.
من أهم الشخصيات التي توفيت
من أهم الشخصيات الوطنية التي غيبتها المنون
عن عالمنا و رحلت إلي عالم الآخرة:
-
الرئيس الأسبق للبلاد المصطفى
ولد محمد السالك
-
الوزير السابق و المدير السابق
كذالك لميناء نواكشوط المستقل محمد محمود ولد الديه
-
شيخ مقاطعة بتلميت حمود ولد
الناجي
-
و العمدة المساعد لبلدية بتلميت
سيد المختار ولد سيد إبراهيم
-
العمدة السابق القطب ولد امم
-
العلامة الشيخ محمد ولد امباله
-
محمد ولد المشظوفي العامل الذي
توفي إثر اختناق في مظاهرات اكجوجت
هذا بالإضافة إلى بعض الشخصيات العربية و
الإفريقية و حتى الدولية و منها مثالا لا حصرا:
-
الرئيسان الأسبقان للجزائر احمد
بن بله و الشاذلي بن اجديد
-
ولي عهد الملك السعودي نايف بن
عبد العزيز
-
مرشد و مؤسس حركة العدل و
الإحسان المحظورة في المغرب عبد السلام ياسين
-
الخليفة العام للطريقة
التيجانية السنغالي منصور سي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق