قصة قصيرة

بقلم : الأستاذ  / إعلشيخ 

قصتي مع صوت ضمير رجل من اهل الريف : سافرت عما ابحث لا أدري نظرت يمنة ويسرة . جلت شرقا وغربا باحثا عن ابتسامة من وجه بريئ رأيتها في عيون صادفتها . في منامي وبينما كنت مارا في بعض من ضواحي الأرياف و اذا بي وعن غير قصد اصادف تلك الابتسامة التي ايقظتني من سبات عميق كنت أعيشه . ابتسامة طفل
بريئ يبتسم ويضحك فنظرت إليه جيدا وسألته كيف تستطيع أن تبتسم وتضحك في زمن منع المرء فيه من أن يظهر ابتسامة حقيقة غير ملفقة بأكاذيب المظاهر الخداعة . فتبسم ثانية وقال لي لماذا لا ابتسم ولماذا لا أضحك . إن الحياة بسيطة وبسيط كل مافيها ولاكنا نحن من أخذ الجزء المزيف منها أصبح الواحد منا يظهر غير ما يضمر . يخدع الناس ويحسب ذاك بطولة . فأصبحت كل ابتسامة مصحوبة بخديعة. ... فسكت لحظة وقلت للصبي كم عمرك فقال لي 10 سنين فقلت له ومن اين اتيت بماقلت . فقال لي انه ليس بكلامي ولاكنه كلام ضمير كل شاب لم يتسخ بعد بحب المظاهر الخداعة. فوقفت افكر فيما قاله فوجدت ان الرجل لم يقل غير الصواب : فقلت له ولاكن المجتمع يأبي إلا أن تخدعه . فقال لي وكيف . فقلت له اذا ظهرت بمظاهر حقيقية ولم تكذب ولم تخدعه اعتبرك ساذجا. واذالبست له ثوبا مقنعا اعتبرك بطلا . فما هو الحل من وجهة نظركم . سكت الرجل لحظة ثم قال لي : ان الناس لا يحبون من يخدعهم ولاكنهم يحبو ان يصدقوا من يحبوا ان يخدعهم . فقلت له وكيف ذالك : فقال لي لان المجتمع مريض بمرض حب التباهي علي الاخر. فلو دخلت علي مجتمع معين لحاول ان يظهر لك شخصية مزيفة بغية ان يخدع بك الاخر وبالتالي تصدق انت تلك الشخصية فتضيع في ذالك ويضيع الاخر ويضيع من كان السبب في كل ذالك . فقلت له أنصحني : فقال لي : إحذر أن تظهر غير ما تضمر وعش الحياة ببساطة فالمرء منا لن يعيش اكثر من عمره والحياة تم تقسيم كل شيئ فيها بالعدل فا إن حرمت شيئ فقد أعطيت شيئا اخر . ولا تنظر إلي من هم أعلي منك ولاكن أنظر إلي من هم أسفل منك . لكي تري الصورة واضحة المعالم مزال عنها أي لبس أو تلبيس.