الجمعة، 11 أكتوبر 2013

شعر: دداه محمد الأمين الهادي




1.انتشارْ...
وقال لهم ضابط الجيش شدوا الحصارْ...
وكونوا أمام .. وخلف...يمين .. يسارْ...
لكي لا تفر الرئاسة مني...
ولا تفسدوا حفل هذا الزواج المغولي...
لحظة أصبح بعل الرئاسة سوف الغمائم تمطر...
حتى الغبار...
سيخضر...
والأفق المستكين إلى الحزن ينسر...
...صاح بهم مرة بعد أخرى ....
يقول : "انتشارْ"...
فداروا بكل الجهات...
وكانوا جدارا بشكل قطارْ...
قطار قديم طلته الشموس بلون اصفرارْ...
قطار من الزيت في بقع...
وعلى كتفيه الغبارْ...
2.انتشارْ...
وفي لحظتين اثنتين استحال الظلام نهارْ...
تحول كل المسارْ...
من الفوق جاءت نجوم...
فصار الذي قادهم جنرالا...
وأكثرنا إذ نعد زواجا...
وأكثرنا في الزواج طبولا...
من التحت قامت إليه الجموع...
فزاد ذهولا...
وقرر أن يجمع العاشقين بحزب اتحاد...
يجسم روح الغرام...
وكل تجلي سمو الهيام...
فجاءوا سراعا إليه...
وكنا نقول المساواة...
فيما مضى من صبانا وما فات...
لكن كل الشباب الذي ما تخلف...
إذ في هوى الإتحاد تصوف...
قد سبقته الرياح التي حملت في الحنايا كهولا...
أتوا حزبهم ينبذون الخمولا...
يريدون عصرا جديدا...
وعمرا مديدا...
إليهم به الغيم من أفقه يتدلى...
وكل الجفاف يغادر يبكي الطلولا...
ولكن كل المنى ...
وكل الذي أملوا-قال قائل من عارضوا-لن يطولا...
3.انتشارْ...
وعادت حليمة بعد سُويعات تنصيب من نصبوا للتقاليد.ٍ..
عادت لعادتها بالأماسي القديمهْ...
وطرز خيط الذهول وجوها...
وأخرى يلبدها العرف لم تبد أي اندهاش..
فظلت على اللامبالاة وقت انتشار الجنود...
ووقت تمام اليمين مقيمهْ...
وما همها أن تعود حليمة يوما...
ولا أن تضيع حليمه.ْ..
وما همها الورد في خدها يتراقص ...
ما همها الغيم يتبعها غيمة خلف غيمه.ْ..
ولا قصرها اللؤلؤي...
ولا شاعر بعدها ينشد الربع ...
يهطل دمعا على ظهر خيمهْ...
4.انتشارْ...
وساد الوجوم وجوه العشيره.ْ..
وكل زقاق....
وكل رواق...
ومن جلسوا قلة فوق هام النجوم...
ومن رغم كثرتهم خلدوا فوق ظهر حصيرهْ...
يموتون في شسع نعل كليب...
بمخرز أم ذؤيب...
يموتون عطشى، وهم والروافد جيرهْ...
وفي لحظتين اثنتين تقدم عراب دولتنا...
كسر الصمت...
يقرأ من سيرة البطل الشهم...
يا خوفنا من ظلالك يا قادما في مخالبه الخوف ...
تلك فديتك أية سيرهْ؟!...
5.انتشارْ...
وقال المفدى...
مقالا تخر له الراسيات من الحسن هدا...
سنذهب للشمس لكن غدا...
وسنطعم كل العصافير لكن غدا...
وغدا عند كل صباح  سينتظر الحالمون  غدا...!!!
فيا سيدي منذ حل صباحك جئناك سكرى...
وطفناك كالبيت عصرا وظهرا...
جعلناك حائط مبكى...
كعادتنا ثم قلنا يباركك الرب...
يزهو بك الدرب...
ينتفض البحر مكتسيا من محياك بِشرا...
فشكرا لأنك خلصتنا من قمامتنا ...
أيها الغيث شكرا...
ولكن حذار من الغادرين...
ومن آكلي لحم هذا البشرْ...
من العابثين...
فإنا انتظرناك كي لا تكون الذي كانَ...
...ليس لأنا كرهناه كلا...
ولكن وبعد انقلاب المفاهيم...
قد حان عصر البناء وحان.َ..
فكن مطرا هامي الدمع حين تكون...
ولا تنس حظك من سطوة النار كي لا تهون...
عطور فرنسا التي نلتها كهدايَا...
وتلك التي بقيت في دواليب من كان بين البقايَا...
ستصعد حد القمرْ...
ومن حولها الوفدُ...
من يعشقون فنون السفرْ...
وها أنت حولك نفسكُ...
لكن قصرك قصر القديمْ...
ولا يعرفُ الصبحُ في أي يوم...
سيشبه قصر القديم الكهوف...
ويفتأ في نومه المخملي...
بلا بركات شباب الرقيمْ...
على حاجبيه الرمادُ...
ومن سرقوا الشعب عادوا إليه خفافًا...
وقد تركوا حاويات الدراهم ...
عنهم لهم في البنوك ثقالا...
وعادُوا...
كما  عمروا الأمس عادُوا...
فكن سيدا لا تقل أي شيء ...
وخذهم إليك ...
فهم طيبون...
وهم طاهرون...
وهم سابقون إلى الخير...
بالكف خاوية لبلادك جادُوا...
وكادوا يكونون أهرام مصرَ...
ولكن ربك شتتهم حين كادُوا...
فهل يرجعون جميعا...
وربك يحيي الجماد، وهو رمادُ...
وأنت إذا جَد جدك أنتَ...
فأنت ابنُنا حبنا ، أنت أنتَ

ليست هناك تعليقات:

أوجفت وأطار في عمق التراث الإنساني

أوجفت وأطار في عمق التراث الإنساني د. دداه محمد الأمين الهادي دأبت موريتانيا على تنظيم مهرجانات سنوية باسم المدن الأثرية، و...